عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2008, 10:12 AM   #1
انور الزغير
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية انور الزغير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: قطر
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 17 انور الزغير is on a distinguished road
من مواضيع انور الزغير قصيدة مطلوع الحج للشاعر نايف العطواني
اقرا حروفي واعتبرها هدية
قصيدة للشاعر نعمة العاقل
صراع الاجيال للشاعر نجم العباس
قصيدة للشاعر صالح عرابي
افتراضي رواية ( حب وسط تصادم القلوب)

أخوتي وأخواتي هذه رواية اعجبتي فأحببت نقلها لكم ..!!!!
وهي اهداء خاص مني لكم أنتم ..
فأرجوا أن تنال على رضاكم واستحسانكم ..!!

لن أطيل عليكم
أترككم مع الرواية




((الفصل الأول))
دمشق مدينة عريقة بتاريخها،جميلة بمبانيها ،تطل عليها جبال شاهقة
تزيد من روعتها وتدل على قدرة خالقها،تحت سماء دمشق
وفي حي من أحيائها
كان يقوم قصر شامخ يدل مظهره على رفاهية ساكنيه
وكان معظم سكان دمشق يعرفون هذا القصر باسم :قصر السيد شاكر
وفي داخله:
هبطت فتاة حسناء في غاية الجمال درجات فرشت بالسجاد الأحمر الفاخر،
كانت تسير متجهة الى قاعة المنزل بهدوء تام وخطوات بطيئة
وهي ترتدي ثوبا أسود طويل يعكس بياض وجهها الناصع
وشقار شعرها الذهبي الطويل المسترسل على كتفيها ،
اتجهت الى غرفة المكتبة بعد أن تجاوزت القاعة ثم طرقت الباب
فجاءها صوت من الداخل:تفضل.
فتحت الباب بهدوئها المعهود ووقفت أمام رجل يجلس خلف مكتبه
يرتدي بذلة أنيقة شعره أسود قد خطه بياض خفيف، نظر اليها ثم قال:
زمردة ياابنتي الحبيبة تبدين اليوم جميلة جدا،
وأخيرا أعطيتي مظهركي وقتا لتهتمي به ولكن ألن تكفي
عن احاطة نفسك بالسواد؟!
كانت تقف أمامه كالتمثال لم تتفوه أو تتحرك غير أن عينيها الزرقاوين
اللتين فقدتا بريقهما قد ذرفا بعض الدموع فتدارك الأب الموقف
وقام ووقف أمامها ووضع يديه على كتفيها بحنان وقال:
لاتحزني زمردة أنا أقدّر موقفك فأنت لا تستطيعين نسيان أمك بسهولة
وما زلتي حزينة على فراقها.
نظرت اليه بوجهها الذي ملأه الحزن و التزمت الصمت.
ـــ افعلي ما تشائين يا حبيبتي لن أمنعك من حزنك.
ثم ضمها اليه بعطف لا يقدر عليه سوى الأب، لكنها أبعدته عنها برفق
وكأنها لا تشعر منه بالدفئ الذي تشعر به الفتاة حين يضمها
والدها مواسيا.
وأخيرا نطقت: أبـي.
خرجت الكلمة من بين شفتيها وكأنها موسيقى عذبة.
فأجابها: اطلبي يا ابنتي.
ـــ أريد أن اخرج لأتمشى قليلا فهل تسمح لي؟
فرح الأب لما سمعه فأجابها فورا:
بكل تأكيد كنت أتشوق لسماع ذلك منذ وقت طويل.
فرمقته بنظرة ارتد معها بريق عينيها لوهلة ثم اختفى وشعرت زمردة
أن الخوف داهم والدها حين ألقت عليه نظرتها تلك.
ـــ أشكرك أبي.
خرجت زمردة من المكتبة كما دخلت ثم صعدت الى غرفتها
وحملت حقيبتها الصغيرة وقبل ان تخرج نظرت الى وجهها في المرآة
وسرحت في ذكرياتها المؤلمة.
كانت زمردة قد التزمت المنزل لا تخرج منه أبدا وذلك
بعد وفاة والدتها التي ورثت عنها جمالها وحسنها.
وكانت الحادثة التي سرقت منها أمها لا تغيب عن مخيلتها،
لطالما تذكرت تلك الرحلة التي أصّر عليها والدها مع أنها ووالدتها
لم تكونا راغبتين في الخروج،
وتتذكر حين نزلت من السيارة بالقرب من البحر في طرطوس
وقد طلب منها والدها أن تجد مكانا جميلا يجلسون فيه
الى أن يضع السيارة في مكان مناسب

انهمرت دموعها وهي لا تزال تقف أمام المرآة
وتستعيد شريط ذكرياتها القاسي...!!

لم تكد تبتعد عنهما حتى سمعت صوت السيارة فنظرت الى الخلف
ورأت والدها يقفز خارج السيارة
سقط جميع ما في يديها وأسرعت نحوه وعيناها معلقتان على السيارة
التي اندفعت بسرعة قصوى وأمها لا تزال داخلها وكادت زمردة
أن تفقد وعيها حين ارتطمت السيارة بعامود النور.
صرخت وهي تجري: أبـــي ...أنقذها يا أبي.
وعندما وصلت إليه كان قد استيقظ لتوه من إغمائه لكنها لم تعطه فرصة
ليرتاح فصرخت مرة أخرى: أمي ... أنقذها يا أبي.
نهض والدها ورأى السيارة قد تحطمت مقدمتها أسرعا معا إليها
ونظرت زمردة...هي نظرة واحدة تلك التي حطمت الحياة
في صدرها الصغير
وقضت على زهرة الأمل التي لم تكد تتفتح...
أبعدها والدها بسرعة لكن فات الأوان فقد رأت والدتها
وقد تلطخ وجهها بالدم وتناثر الزجاج في أرجائه...

أخذت تجهش بالبكاء وهي ما زالت تقف محدقة في المرآة .
كان هناك أمر واحد لم تجد له تعليلا ذلك أنه عندما وقع الحادث
ووصلت مع والدها الى السيارة رأته يحمل حجرا لم تنتبه
من أين أتى به ويرميه بعيدا.

استيقظت زمردة من أحلامها على صوت طرق خفيف
مسحت دموعها بسرعة وقالت: من هناك؟!
ـــ هذا أنا رامي يا آنسة.
ورامي هو كبير الخدم وهو شاب في الواحد والثلاثين من عمره
متوسط الطول وسيم الملامح كستنائي الشعر مهذب خلوق
ويشعر بالأسى لحال زمردة اليائسة.
فتحت الباب وحاولت أن تتجنب النظر اليه حتى لا يرى احمرار عينيها
ـــ عذرا آنستي ولكن والدك طلب مني أن أوصلك الى حيث تريدين
ان أحببت ذلك.
ـــ شكرا رامي انني راغبة في السير قليلا فلا حاجة للسيارة أشكرك مجددا.
ـــ كما تريدين ولكن...
ـــ ماذا هناك؟!
ـــ لا ...لا شيء هل تأمرين بشيء؟
ـــ لا وشكرا لك
حاول رامي أن يسألها عن سبب بكائها فقد عرف انها كانت تبكي
لكنه تراجع عن ذلك فهو لا يحب أن يحرجها أو يضايقها بأسئلته
فقرر أن يستأذن ويذهب.
أما هي فقد فتحت درجا صغيرا في مكتب غرفتها وتناولت منه صورة لها
ولوالدتها وهي الصورة الوحيدة التي تملكها فقد تخلص والدها
من جميع صور أمها بحجة أنه لا يريدها أن تتألم كلما رأتهم
وكانت هذه صدمة كبيرة لها من والدها.
وضعت الصورة في حقيبتها وخرجت.
وأخيرا فتحت باب المنزل لتعلن عن بدء حياتها من جديد، سارت بهدوء
وتجاوزت الحديقة الى أن وصلت الى بوابة القصر الكبيرة
وانتظرت لحظات حتى فتحها البواب فوضعت قدمها خارج حدود
قصرها للمرة الأولى بعد انقطاعها خمس سنوات حيث كانت في العشرين
من عمرها وهاهي الآن قد أتمت الخامسة والعشرين
استمرت بالسير الى أن اختفت عن أنظار بواب منزلها ..
وهو رجل كبير في السن طيب القلب يدعى: العم كايد




للرواية بقية انتضروها
انور الزغير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس