من كتاب طبائع الاستبداد
..
قال الكواكبي:
العلم قبسة من نور الله وقد خلق الله النور كشافا مبصرا يولد في النفوس حرارة
وفي الرؤوس شهامة..
لا يحب المستبد أن يرى وجه عالم عاقل يفوق عليه فكرا ، فإذا اضطر لمثل الطبيب والمهندس
يختار الغبي المتصاغر المتملق..
المستبد يجرب أحيانا في المناصب والمراتب بعض العقلاء الأذكياء اغترار منه
بأنه يقوى على تليين طينتهم وتشكيلهم بالشكل الذي يريد
فيكونوا له أعوانا خبثاء ينفعونه بدهائهم
ثم هو بعد التجربة إذا خاب ويئس من إفسادهم يتبادر إبعادهم أو ينكل بهم..
ولهذا لا يستقر عند المستبد إلا الجاهل العاجز الذي يعبده من دون الله
أو الخبيث الخائن الذي يرضيه ويغضب الله..
..
|