المنتخب الاردني يتعادل مع منتخب اليابان

[hesham]

حقق أبطال منتخب النشامي الاردني" نصف" مفاجأة ، ولقنوا منافسهم الساموراي الازرق الياباني ومدربه الايطالي زاكروني "ثلاثة أرباع" درس كروي ، عندما اكتفوا بنقطة التعادل وفرطوا في فوز كان في متناولهم - و كانوا جديرين به - في الوقت المحتسب بدلا من الضائع من المباراة القوية المثيرة التي أقيمت بينهما في افتتاح مباريات المجموعة الثانية للمونديال الآسيوي وانتهت بالتعادل 1/1 .

أما نصف المفاجأة ، فلإن كل التوقعات الاعلامية وأراء الخبراء لم تعط للنشامي أي فرصة في الفوز أو المقاومة ، بل صنفه الجميع رابعا للمجموعة ومرشحا بقوة للخسارة علي الاقل امام الساموراي والاخضر السعودي ، ولكن النشامي ومدربهم الواقعي والجريء عدنان حمد ، صمدوا بقوة وتمكنوا من التصدي لموجات هجوم الساموراي وكسروا كبريائهم بهدف جميل قبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الاول ،وظلوا يحبسون أنفاس اليابانيين واحتفظوا بفوزهم حتي نهاية الوقت الاصلي من المباراة وبعدها بدقيقتين ، ابتسم الحظ لليابانيين ، لينقذوا ماء وجههم ويخطفوا هدف التعادل ، فلا تكتمل المفاجأة وتصبح فقط "نصف" مفاجأة ولايكتمل درس عدنان حمد وأبطاله النشامي للاعبي الساموراي ومدربهم الايطالي ، ويتقلص ليبقي "ثلاثة أرباع درس .

ورغم الاداء الجيد والمتوازن – لحد بعيد – لعبد المالك بشير الحكم الدولي السنغافوري ، فإنه بالغ بلا داع في احتساب أكثر من أربعة دقائق وقتا بدلا من الضائع نظرا لسقوط بعض لاعبي الاردن للعلاج ، وقد احتسب وقتا أطول بكثير مما ضاع فعلا ، وكان يكفي دقيقتين ووقتها ربما كان قد انتهي الوقت قبل تسجيل هدف التعادل الياباني !

عموما وبعيدا عن تفاصيل المباراة ، فقد تنفس العرب أمس بعض الاوكسجين وحصلوا علي أول نقطة في السباق الاسيوي بعد هزيمتين لقطر ثم للكويت، وقيمة هذه النقطة أنها جاءت امام فريق كبير ومرشح فوق العادة للمنافسة علي اللقب ، كما أن السيناريو والاداء والكفاح الاردني، نال بقوة من كبرياء الساموراي خاصة بعد الهدف الجميل لنجم الوسط حسن عبد الفتاح الذي استثمر تمريرة زميله عامر ذيب قبل دقيقة من نهاية الشوط الاول وراوغ بشكل رائع المدافع الدولي الياباني ماشيدا ، ليجعله يزحف علي الارض ، لينفرد ويسدد بقوة داخل الشباك الزرقاء ، وظل ماشيدا يحاول استرداد كرامته طوال المباراة حتي جاءته الفرصة لتسجيل هدف التعادل الياباني في الوقت بدل الضائع .

لعب عدنان حمد بواقعية وقرأ وتوقع قوة الاندفاع الهجومي الياباني ، وأدرك بخبرته الكروية ضرورة عدم الانقياد وراء الرد علي الهجوم الياباني بالمثل ، وضرورة التماسك دفاعيا للتصدي للموجات الهجومية التي ستسبب الاحباط والملل لليابانيين ، مع امكانية اصطياد هجمة مرتدة لخطف هدف مفاجيء ، وهو ماحدث بالفعل وبصورة طبق الاصل من توقعات عدنان حمد.

وأسقط في يد زاكروني وفريقه غير قادر علي اختراق الدفاعات الاردنية الحصينة للاردن وحارسه المتألق عامر شفيع الذي كان سدا منيعا ، واضطر زاكروني لتغيير خط هجومه بالكامل وفقد تركيزه ليدفع ببديل في الدقيقة 90 ، ولكن الحظ ابتسم له في النهاية بالخطأ الوحيد لدفاع النشامي وحارسهم شفيع نجم المباراة الاول ، ليخرجوا ببعض الكبرياء وان كان يتملكهم الغيظ وحرق الدم !

أخيرا ، مايحسب للنشامي أنهم أكدوا ان كرة القدم ليست بالسيطرة وحيازة الكرة ولا الفرص الخطرة ولا باللعب الجميل واستعراض النجوم ، بل بالتكتيك الواقعي ومعرفة القدرات الحقيقية وقراءة المنافس واللعب بروح قتالية طوال المباراة .. شكرا للنشامي لآنهم أعطوا الامل للجماهير العربية وباقي المنتخبات التي تمثل الامة العربية بأنه ليس هناك المستحيل وليس هناك اليأس ولا القنوط من تحدي الكبار .. وربما أعطي النشامي ثلاثة أرباع الدرس لليابانيين ، ولكنهم بكل تأكيد أعطوا إخوانهم العرب درسا ومحاضرة كاملة وكبيرة في التقة بالكرة العربية وقيمة الانسان العربي في كل مكان .