احذرى القسوه على صغيرك !

[Lama]

يعتقد بعض الآباء والأمهات أنّ التعنيف البدني وسيلة تلعب دورها في تقويم سلوك الصغير وردعه عن تكرار أخطائه، إلا أن خبراء صحة الطفل النفسية يؤكّدون أنّ هذه الوسيلة لا تعدو كونها فاشلة وقاصرة عن تنشئة سوية.



مساوئ التعنيف اللفظي والبدني على الطفل:


لا تدفع "العلقة الساخنة" الطفل إلى التمييز بين الخطأ والصواب، علماً أن الاستغناء عن التعنيف البدني لا يفسد الطفل بقدر ما تفسده القسوة، ولا ينصح باللجوء إلى استخدام التعنيف البدني سوى على سبيل التهديد.


ويشدّد الخبراء التربويون على ضرورة اتّباع الأهل سياسات تربوية تنبذ العنف تجاه الصغير، وترتكز على الإقناع والتفاهم، ما يبني جسراً من الترابط والتواصل بين الطرفين ويقي تعريض الطفل إلى مشكلات نفسيّة وعاطفية وسلوكية يضطلع بها العقاب بواسطة الضرب المبرح.

ويندرج كلّ من الضرب العنيف والتوبيخ المهين تحت مفهوم القسوة، وهذان التدبيران يسبّبان الإيذاء البدني للصغير، فضلاً عن الألم النفسي العميق. ويثبت عدد من الدراسات الحديثة أنّ للعقاب القاسي آثاراً سيّئة على صحة الطفل النفسية، فهو يجعله أكثر عدوانيةً، ويؤثّر على نموّه الذهني وقدراته الإدراكية. ومن بين مترتّباته السلبية: جعل الطفل أكثر انطواءً وعزلة، علماً أنه يمكن الربط بين انخفاض معدّلات ذكاء الطفل وبين تعرّضه للإيذاء بأنواعه. وقد لوحظ أنّ من يتعرّضون للعقاب البدني ابتداءً من عمر سنة واحدة، يصبحون أكثر شراسة ويزداد تراجع نموّ قدراتهم ومهاراتهم مقارنة مع من يتم تقريعهم شفهياً، كما تبيّن أنّ معاقبة الأطفال بدنياً منذ سنّ الخامسة وحتى 16 عاماً، يطوّر ظاهرة السلوك الاجتماعي المنحرف، فالتعنيف البدني يجعل الأطفال يتصرفّون باضطراب في الأوضاع الصعبة. وبالطبع، يحرم العنف البدني الطفل من فرصة التعلّم، إذ أنه يقطع الطريق أمامه للتفكير باستقلالية.
وبصورة عامّة، إن التعامل بقسوة مع الصغير، يجعل التوتر ينتابه في سنّ مبكرة، فيواجه غالباً صعوبة في التأقلم مع العلاقات الاجتماعية الناضجة، وقد يصاب بالاكتئاب وغيرها من المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية، كما يكون أكثر عرضةً للانحراف الأخلاقي والوقوع في خطر الإدمان.







سبل العقاب

وينبه الاختصاصيون إلى ضرورة امتناع الوالدين عن اتباع الضرب المبرح أو التوبيخ كوسيلة لعقاب الطفل أو ردعه، مشدّدين على ضرورة التنويع في وسائل العقاب، على أن تتطابق هذه الأخيرة مع نوع وحجم المشكلة.



والسؤال عن أفضل طرق العقاب وتعديل السلوك، يجيب الاختصاصين عنه :

"يجدر اتباع أسلوب الحرمان من الامتيازات، خصوصاً مع الأطفال الذين يميلون إلى السلوك العدواني". و "أن الحرمان الجزئي يثبت فاعليته بكفاءة، إلا أنه يحتاج إلى قليل من الصبر والمجهود لمواجهة إلحاح الطفل في طلب امتيازاته التي اعتادها كمصروف الجيب أو اللعب بالألعاب الإلكترونية أو الخروج للتنزّه".




دراسة...
تفيد دراسة نشرت في دورية "تطور الطفل"، بمشاركة عدد من الباحثين من جامعات أميركية مختلفة، شملت 2500 عائلة لديها أطفال تتراوح أعمارهم ما بين سنة وسنتين وسنوات ثلاث، قام خلالها الباحثون بتسجيل حالات تعرّضهم للعنف البدني عبر استخدام أنظمة معتمدة لقياس سلوكياتهم ومهاراتهم الذهنية.
وقد بيّنت نتائجها أنّ تعريض الأطفال إلى المزيد من الضرب في عمر سنة واحدة يجعل تصرّفاتهم أكثر عدوانية عند بلوغ الثانية، كما تتدنّى الدرجات التي يحصلون عليها في اختبارات مهارات التفكير عند بلوغ الثالثة.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تظهر بوضوح أنّ الضرب والتأنيب يؤثّران على نموّ قدرات الأطفال العقلية.
وفي الموازاة، نقل موقع "لايف ساينس" أن مسحاً شمل 17 ألف شخص بالغ يفيد أنّ الأشخاص الذين تعرّضوا إلى تجارب ستّ قاسية في الصغر على الأقل (قبل سنّ 18 عاماً) هم عرضة أكثر بمرّتين للموت المبكر!






..