المقصود بمعرفة النفس تلك المعرفة المؤثرة : هي معرفة ملكاتها وطاقاتها، وأن هذه الأمور بعظمتها لا تأتي من تلقاء نفسها، وإنما هنالك مانح لتلك القدرات، إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه.. فإذا عرف الإنسان بأن وجوده لا بد له ممن يقوم به، ألا وهو الحي القيوم، انتقل من النفس المعلولة إلى العلة التامة المتمثلة بالحق الملك المبين.. أضف إلى أن من عرف النفس - على حقيقتها - عرف أنها تطلب مولاها من دون تكلف، وإنما مثلها كمثل الطفل الذي سُرق من أمه، فنسيها بطول الفراق، ولو أُرجع إلى حضن أمه، لرأى ذلك الحنان المفقود مرة أخرى. إن المعاني الباطنية تحتاج إلى شرح صدر، لا يستوعبها إلا أهلها.. ولا ينبغي عرض هذه البضاعة - وإن كانت من مصادر الوحي - على من لا يعرف قدر ذلك، لئلا ينكر ذلك منكر فيقع في دركات البعد عنهم.
اسفة اخي على الاطالة لان الموضوع راق لي
تحياتي واحترامي لشخصك