المسبحة.. إحدى مكملات الرجل

وبين اختلاف كل تلك الآراء إلا أن "المسبحة" قد فرضت وجودها عبر حقب التاريخ المتلاحقة، فما زال هذا الكنز القديم الجديد متداولاً بين أيدي الملايين من البشر، بخلاف أجناسهم وألوانهم وتفاوت أعمارهم.

موقع eHasakeh التقى السيد "سليمان إبراهيم" بائع "مسابح" والذي تحدث بداية عن سبب تسمية المسبحة بحسب ما هو متداول قائلاً: «هذه التسمية أعتقد أنها اشتقت من الأذكار التي يقوم بها المسلمون، فهي وسيلة من وسائل تسهيل العبادة، تستخدم للصلوات والتسبيح لله تعالى».

وعن المواد التي تصنع منها "المسبحة" وكيفية تصنيعها يقول السيد "سليمان": «تختلف المواد المستخدمة في تصنيع "المسبحة"، فمنها ما يكون نباتي ومنها الحيواني، بالإضافة إلى وجود مسابح تصنع من الأحجار الكريمة والمعادن، فبعد الحصول على المواد المطلوبة لصناعة "المسبحة" يقوم أحد العاملين بتقطيعها إلى الأشكال الهندسية المطلوبة بالوزن والحجم، حتى تكون ذات مظهر جمالي جيد، بعد إكمال هذه العملية يقومون بثقبها لإمرار الخيط من خلالها،

ويجب أن تكون الحبات متناسقة تماماً حتى تكون حركة سحب الحبات سلسة».

أما بالنسبة لعدد الحبات وأنواعها يضيف: «هناك نوعان من المسابح بعدد الحبات، النوع الأول يستخدم فيه 99 حبة مقسمة إلى ثلاثة أقسام وكل قسم يحتوي على 33 حبة، تفصل بينها حبتان صغيرتان تعرف بـالشواهيد، وتحتوي أيضاً على شاهد كبير يسمى إمام، وتستخدم هذه المسبحة في الصلاة والتسابيح، أما النوع الثاني فيكون عدد حباته 33 مقسمة إلى ثلاثة أقسام وكل قسم يحتوي على 11 حبة تفصل بينها حبتان كسابقتها، وتكون حبات هذه

"المسبحة" مختلفة الأحجام حيث يستخدمها الكثير لأغراض التسلية والزينة».

السيد "فرحان العزاوي" وهو بائع مسابح أيضاً يقول عن مسميات المسبحة وأنواعها قائلاً: «هناك أنواع كثيرة ومتنوعة من المسابح، لكن أفضلها هي الكهرب والعاج واليسر والباي زهر والنارجيل والسندلوس.

أما مسبحة الكهرب فتعبر عن الوجاهة والمكانة العالية، وتتميز برائحتها الزكية عند دلك المسبحة باليد، وتصنع من

مواد صمغية تفرزها بعض الأشجار، وأفضل أنواع الكهرب هو الكهرب الألماني والبولوني والكهرب الروسي، وهي غالية الثمن وتباع بالغرام حيث يصل سعر الغرام الواحد منه بعد التصنيع والتجهيز إلى أكثر من ثلاثة آلاف ليرة سورية».

يقول "العزاوي" عن المصاعب التي يواجهونها في مهنتهم: «ما نعاني منه هو الغش باستخدام البدائل للأحجار الأصلية، والذي يسبب تضارباً بالأسعار، فبعض الأنواع تكون متشابهة مثل الكهرب الألماني واليوناني، ولكن لكوننا نعمل بهذه المهنة منذ سنوات اكتسبنا الخبرة في معرفة المغشوش من الأصلي».

السيد "فائق سفوك" وهو من هواة جمع المسابح يقول عن فوائد بعض المسابح عند استعمالها قائلاً: «هناك بعض الأنواع لها فوائد طبية، منها مسبحة اليسر التي تمتاز عند استعمالها بتدفق الدم، وكذلك مسبحة الباي زهر، أما مسبحة الكهرب فتمتاز بشفاء مرض التهاب الكبد الذي يعرف باسم أبو صفار، والممارسة المستمرة للمسبحة تقوي أصابع ومفاصل اليد فهي بحركة دائمة ومختلفة، تساعد على تجدد الدورة الدموية في شرايين الأصابع. وعلى الرغم من صغر حجمها واختلاف أنواعها، تعد المسبحة إحدى مكملات الرجل، فهناك من يستخدم المسبحة كتعبير عن التدين أو التصوف وهناك من يستخدمها كجزء تكميلي لأناقته ووجاهته من خلال حمل أنواع نادرة ونفيسة من المسابح، أو للتعبير عن المكانة المرموقة والوجاهة حيث توجد أنواع راقية وثمينة يستخدما شيوخ العشائر».

الدخول للموقع

راديـو قرية عرمان

خدمـات